الخميس، 22 أكتوبر 2009

بقاؤنا مقاومة "فيلم من إنتاج القسام يجسِّد معركة الفرقان"


بقاؤنا مقاومة "فيلم من إنتاج القسام يجسِّد معركة الفرقان"








21/10/2009


كثيرة هي المعارك والملاحم التي خاضها رجالات "كتائب عز الدين القسام" ضد الاحتلال الصهيوني، وكثيرة هي الانتصارات التي جنتها "القسام" بفضل بسالة جنودها وثباتهم على منهج الإسلام القويم، ولكن لكل معركة حكاية خاصة، ولكل حكاية رواية، ولكل رواية جنود مجهولون أفنوا زهرة شبابهم نصرة للإسلام ولرفع راية التوحيد في كل الميادين.


معركة "الفرقان" ليست بالبعيدة، وتكثر أحداثها ومجرياتها؛ فكما نتجت عنها خسائر، حققت أيضًا انتصارات لم يعلن عنها الاحتلال في وقتها، ولكن يكفي أن جنوده الذين غرقوا في وحل غزة يعلمون حجم الخسائر التي تكبَّدوها خلال هذه المعركة، والتي كان من ضمنها معركة "الفرقان" على أرض قرية المغراقة التي تجسَّدت بطولاتها في أحداث فيلم وثائقي بعنوان "بقاؤنا مقاومة".


أحداث متتابعة


فيلم "بقاؤنا مقاومة" مدته 15 دقيقة؛ يركز في سياقه الأساسي على الأحداث التي وقعت أثناء اجتياح الاحتلال قريةَ المغراقة في اليوم الأخير من الحرب على قطاع غزة؛ حيث يشير الفيلم إلى توغل قوات الاحتلال بطريقةٍ التفافيةٍ باتجاه قرية المغراقة من الجهة الشمالية الغربية لها بالقرب من مدينة الزهراء، وباتخاذ المناطق الزراعية المفتوحة "كروم العنب" طريقًا لها أثناء تقدُّمها؛ من أجل تجنب ضربات المقاومة، ولكنه لم يتوقع أنه وإن جمع كل مكره وكيده وأتى من حيث شاء ودبَّر، فإن الله خير الماكرين.


أولى الضربات


مع اقتراب آليات الاحتلال من المناطق الغربية لقرية المغراقة، وبالتحديد عند شجرة "الجميزة الكبيرة" المعروفة بالمنطقة، تلقى أولى ضرباته بانفجار عبوة أرضية في إحدى جرافاته المتقدِّمة، لكن الغريب في الأمر أن سلك العبوة كان مقطوعًا، ولم يكن أحد يجلس ليفجِّر العبوة، وإنما قامت الجرَّافة نفسها بحفر الأرض، فشاءت أقدار الله عز وجل أن تصيب العبوة بضربة أدَّت إلى انفجارها ﴿يخربون بيوتهم بأيديهم وأيد المؤمنين﴾، وما يدلل على إصابة الجرَّافة بشكل مباشر عثور المجاهدين على قطعة "سبطانة السلاح الرشاش" المثبت على الآلية، وعثورهم على بقايا الآلية مفتتة بشكل جزئي؛ حيث تم عرض جميع الغنائم خلال الفيلم.


أقوى الضربات


كانت أقوى الضربات هي تلك التي تلقاها الاحتلال شرق "مسجد الإيمان"، عندما قام المجاهدون بتفجير عبوة أرضية في إحدى آلياته التي أصبحت أثرًا بعد عين؛ حيث عثر المجاهدون على خمس قلائد متناثرة في مكان الانفجار مكتوب عليها أسماء الجنود الذين كانت معلقة في أعناقهم وأرقامهم العسكرية، وعرضت "كتائب القسام" كل القلائد خلال الفيلم؛ الأمر الذي يثبت مقتل عددٍ من الجنود في هذه العملية، ومما أكرم الله به منفِّذي العملية انسحابهم من المكان بعد أن ظللتهم غمامة حجبت عنهم رؤية الطيران، ويسَّرت لهم سبيل الانسحاب إلى نقطة آمنة.


وختامه موجع


لم يخطر ببال الاحتلال وجنوده المهزومين نفسيًّا ومعنويًّا أن تنفَّذ بحقهم ضربة في نهاية حربهم على قطاع غزة، وخصوصًا بعد 22 يومًا من القصف والدمار والتشديد، ظانِّين أنهم بفعلهم هذا قد أتعبوا المرابطين، وشغلوهم عن التصدِّي لهم؛ فبمجرد أن تقدَّمت وحدة صهيونية خاصة بعد صلاة عصر اليوم الأخير من الحرب، واعتلت منزل عائلة الوحيدي، وقامت بفتح ثغرات من السقف الأول للمنزل، كانت أعين المجاهدين لهم بالمرصاد، فكشفوا وجودهم، وباغتوهم بقذيفتي "آر بي جي" أصابتا داخل الغرفة الموجودين فيها؛ الأمر الذي أربك كل حسابات الاحتلال وقياداته المهزومة التي أمرت بحرق المنزل المستهدف لإخفاء حجم هزيمتها، غير أن قدر الله شاء أن تكون هذه العملية موثقة بتصوير المجاهدين لها بالفيديو، والذي عرضته "القسام"خلال الفيلم، وعلى وسائل الإعلام وكشفت زيف الاحتلال.


حصاد يوم من أيام "الفرقان"


كشفت "كتائب القسام" في فيلم "بقاؤنا مقاومة" حصادها الجهادي المتمثل في إطلاق العديد من قذائف "آر بي جي"، والاشتباك المباشر مع القوات الخاصة، وتفجير عدد من الآليات وإعطابه، لكن ليس بالشيء الغريب أن يخفيَ الاحتلال حجم خسارته في هذه المعركة، والاكتفاء بالاعتراف بـ13 إصابة؛ منهم ضابط، إلا أن الشمس لا تحجب بغربال، وما حصلت عليه "كتائب القسام" من أشرطة فيديو صوِّرت من داخل قرية المغراقة تثبت زيف ادعاءاته، وتفند كل حججه وأكاذيبه.


ومن الجدير ذكره أن عدد المجاهدين الذين خاضوا هذه المعركة -حسب ما تذكر "كتائب القسام" في هذا الفيلم- لم يتجاوز ستة مجاهدين، ولم يصب أي مجاهد منهم بأذى، بل عادوا إلى ثغورهم سالمين غانمين، بعدما أثخنوا الاحتلال وجنوده، وعلَّموه أن دخول وحل قطاع غزة يكلف أثمانًا باهظة لا يمكن حسابها، وليؤكدوا للعالم أجمع أن الحقوق لا تسترد إلا بالقوة، وليرسموا على جبين الشمس أن "بقاءنا مقاومة".


ــــــــــــــــــــــــ







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق