الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

عصا موسي


كسّر بأيدك عصا موسى و شد الحيل


و اصْلِي ذراريهم ببطشك من صنوف الويل


و ابعت مراسيلك تجيب السحر و السحرة


و ادفن عصا موسى و قول دي عصا قادرة


تخدع شعوب المنطقة بالفعل دي غادرة


يبقى الخلاص منها ندفنها في الصحرا


بكره هــ تطرح عصا موسى شجر و نخيل


و تعانق اللي انظلم و تداوي جرح عليل


بكره عصا موسى هــ تشق قلب الليل


و تعاقب اللي افترى و سرق جفون النيل


و تعلم اللي ظلم إن الزمن دوار

و الصبح مهما اختفى لازم هيجي نهار

****


و قول على داوود مزماره صوته نشاز


و امنع وصول الهوا و امنع كمان الغاز

مش بس يكفي كده ابني الجدار بفولاذ


مش كل مبنى بــ يعلى يبقى تحته أساس


و لا كل ظالم هــ يبقى, دا الزمن دواس


و لا كل ضحكة تدوي يبقى فيه أعراس


و لا كل صوت يرتفع يوصل قلوب الناس


لو صوت داود اتحبس هـ تحاربك الأنفاس

****

و اوعى يغرك بالكلام الحلو و بحِكَمُهْ


لقمان زمانه و حكمته ثابتة بكل مكان


و قول عليه أجنبي و احنا هنا السكان


و امنع دخوله القصر بالفرمان


ممنوع وجوده هنا .... محظور هنا لقمان


أصل الحكاية حكاية فكر مش أكثر


و الفكر أصبح حقايق في الميدان تظهر


عايزني أفضل هنا و هناك أسود تزأر ؟


أنا قلت دي المشكلة , قطعان نعاج بتعيش


علي ابن عمه أسد و ع العدا خفافيش


****

مش بس دي المشكلة , اسمع كمان القول


مكيال شعيب عندنا بـ يطفف الميزان !


و التهمة ثابتة عليه , بـ يقولوا م الإخوان !


بـ يقول شريعة ربنا بـ ينادي بالقرآن


و يقول كمان يا عرب م توحدوا الأوطان


أنا قلت مش مشكلة مبيعرفوش تواريخ
و الأدهى من كل ده تصنيعه للصواريخ !


بالله عليكم قلولي عقلهم راح فين ؟


سيبنا اللي بيدمر و بنحاصر رجال الدين


و نقول على اللي يحافظوا ع الوطن مجانين


طول ما احنا يا أمتي للظلم بنسلم


و لا مرة يوم نشتكي أو حتى نتألم


يبقى داوود عندنا صوته بيزعجنا


موسى عصايته هنا دي أصل إرهابنا


مكيال شعيب مشكلة , كيله هـ يتعبنا


يا اما يا أمتي على كل ظلم نثور
أو تستكيني كده ويبقى حرام النور


الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

أسيرٌ في هواها ***** اهداء الي كل من غيبته السجون من اجل ثراها


كل الأنامل لامست من راحتيكِ



كل العيون تنفست كأس الصبابة من محيا وجنتيكِ



كل اللغات استرسلت لتصوغ حرفا حاملا شوقا إليك




أما أنا : قالوا يداك ملطخةٌ



لا تمتلك بعض الحنانْ




قالوا لغاتك معجمة


هي تفتقد ثََمّ البيانْ



قالوا عيونك مظلمةٌ




أنّي ستنظر بالعشي الغيدَ أو وجهَ الحسانْ ؟




ثم ارتضوا لي منك أسباب الشجونْ



و اغتِيلَ صبحي و الرؤي قد



أُودعتْ من بطشهم ظلم السجونْ



و الحرف من لغتي يؤازر محنتي



و يقول أبدا لن تهون



و رفعت كفُّي كي ألاحظ ما ادعوَا


فلربما كانت أكفي مصدرا للبغي أو حبا تخونْ


فإذا الظلام يلفني قالوا صدقنا



ذي عيونُك مسّها الإظلامُ فلبئست عيونْ


فرفعت كفي حرّقوه


نطق اللسان فألجموه


و سرائرُ البوح الذي سكن الحنايا عذبوه



أما لهيب الشوق في قلبي حذارِي مرةً أن يقربوه 



فهو القرارُ لمحنتي و مواجعي



و يكفكف العبراتِ إنْ يوما تحرّق أضلعي


و هو اللظى إن شم نسمتها الرقيقة مدعي



يممتُ قلبي نحو قلب حبيبتي



و كتمت آهي في دياجي محنتي



لملمت شعثي و استكنت لغربتي



و صبغت بالنسيان كل كتابتي



و صرخت بالصمت الذي اغتالوه رغم فصاحتي



فرأيت وجه الحب مرتسما على زنزانتي



ناديتها عل الذي قد كان بين قلوبنا



يأتي فيشفع للحبيب من الضنى



فإذا الجدار يئن من حرفي أنا



و إذا القيود الصم ترسف من ندائي في العنا



و إذا رسول الشوق مصلوب على أعتابنا

أما هي

حالت حبائل مكرهم ما بيننا


مع أنها كانت لقلبي سوسنا


كانت لنور الشمس نورا والسّنا



كانت لكل لغات الكون ثغرا لاسنا



كانت تحن على المواجع كلما نجم تهاوى أو سما



و ُطردتُّ من قلب الحبيبة مرغما



و استبدلوني بالخؤون منادما



كل الذي قالوه عني يا حبيبة صدقيه


أن الخيانة في دمائي سلعةً


و أنا الذي ما ثرت يوما للوطن


أو أنني للعشق لم أك مؤتمن


أو أنني بعت الدماء بلا ثمن



أو أنني عار على هذا الزمن



أو أنني ماض لحتفك غيلةً


ما دام قلبك للخؤون غدا سكن



ثم ارشفي نخبا على الماضي التليد


و تجرعي من شهدهم كأس المذلة من جديد



و دعي فؤادي و ارحلي



أو فالْعني من كان سببا في الفراق و في الصدود


SMS


احفر عميقا خندقكْ


و اشدد عليهم وطأتكْ


لا ترحم الثكلى و لا من ناح كي يستعطفكْ

فلربما مكر الصغار يضيع يوما هيبتكْ


أو ربما لؤم الرضيع غدا يقوض دولتكْ


أو ربما كيد النساء يصيب بعض بطانتكْ


أو ربما طيش الشباب مفجرٌ ترسانتكْ


و اشدد وثاق المعصمِ


و ارو الثريا بالدمِ


و ارفع جدارك عاليا


في أفق عالمنا العمي


و اشرح لكل مناهض متكلمِ


"أن اليهود عصابة


تبغي دماء المسلمِ


فتركتُ دين محمدٍ


و تبعتُ دين مسيلمِ"

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

بغني لك شعر : عصام بدير



بغني ليك و هاغزل من ضلام ليلك نهار الكون



و هاعزف لك علي جرحي


و هــ اوهب لك انا فرحي


و هـ ازرع لك علي قبري شجر زيتون


أرويها بأشواقي


و أغذيها بأشلائي


و يكبر يبقي ضليلة لكل أصيل


و يتمايل مع فرحه غني المواويل


يضلل أرضك الحلوة


بلون أخضر علي جبينك


و تحت الضلة يتجمع محبينك


و يتحاكو و يتسامرو


عن اللي يفدو اوطانهم بأرواحهم و لا يئنو


عن اللي غنو للجنة و لتراب الوطن حنو


عن الأطفال – و مين قال إنهم اطفال ؟ -


دي أفعالهم بتتدرس في كل مكان


عن اللي عزفو بجراحهم مواويل الوطن ألحان


عن المرأة اللي أهدت للوطن نيشان


عن الشهدا اللي كانوا في سما الوطن عنوان


و لسه كمان هيتحاكو


عن اللي فرطو في ارضي بكام ضحكة و كام بوسة


و مهما يغدرو بيها هتفضل ارضي محروسة


و مهما يخونوا و يبيعوا هيجي اليوم لأوطاني


و تحفر قبر للجاني


و تتنكر لكل عميل


و تتحدي ضلام الليل


و لسه كمان بيتحاكو


عن الاخ اللي شد الطوق


و دمعة ام مجروحة


و بسمة طفل مدبوحة


و فــ عيونه سؤال جارح


قفلتو طريقي لا مروح و لا سارح ؟ !!!


و كل مناي مصلوبة علي حدود الوطن يا ناس !


و كنت اظنهم لينا و لديارنا جنود حراس


ألاقيهم علي حدودنا لمنع الخير !


لمنع النسمة و الموال و شدو الطير !


و أنا عايش بـ آهاتي و تنهيدي


و بـــ ارسم ع السما فرحي و يوم عيدي


ألاقي الطعن بيجيني من الاحباب


قلولي بصدق مين واقف علي حدودي ؟؟؟


و لسه كمان هيتحاكو


عن المجروح بأوجاعهم


و متكبل بقانون الحديد و النار


و لا هادن و لا باعهم


و لو بأديه يفك حصار


و كان نفسه يكون نسمة


علي جبينك و ع الاحرار


و كان نفسه يكون طيار


يحلق في سماواتك


يملي عيونه من ارضك


و كان نفسه يكون قمرك


يكون نورك يكون ضيك


يغنيها و يعزفها


و انا وياه برددها


قولي لي ياغزة مين زيك


قولي لي يا غزة مين زيك .

الأحد، 15 نوفمبر 2009

شاهد و قارن و عجبي !!!!!


حين فازت مصر على الجزائر - وهو الحدث الذى أسعدنا نحن المصريين جميعاً - خرجت التظاهرات لتملأ الشوارع المصرية وتوقف المرور بحسب التقارير الإخبارية لكافة الوكالات فى جميع أنحاء مصر ..
ونحن فى هذا التقرير المصور لا ننكر على المصريين فرحتهم ولا خروجهم للشارع .. رغم ما فعله المتظاهرون من إيقافهم للمرور بالعديد من الشوارع الرئيسية والميادين فى مختلف مدن مصر الكبرى .. بالقاهرة والإسكندرية وبورسعيد وطنطا ودمنهور والزقازيق والمنصورة وكافة مدن مصر
ولكننا نتساءل معك عزيزى القارئ .. لماذا تمنع الداخلية مظاهرات المصريين الجادة لأجل القدس أو فلسطين .. أو رغيف العيش والحياة الكريمة .. أو لاستقلال القضاة . وتترك المظاهرات من أجل مباراة كرة ..
وأتعجب هنا من الشعب المصرى الذى خرج عن بكرة أبيه من أجل مباراة كرة ، ولا نراه يخرج من أجل تعديلات دستورية تدمر مستقبله أو سيطرة على استقلالية القضاة تهدد كيانه أو .. أو .. هل الذى يمنعه هو فقط الأمن المصرى وسيطرته على الشارع ومنعه لهذا النوع من التظاهرات .. أم هى سلبية من المواطن إزاء لقمة عيشه وإيجابية مع مباراة الكرة ..
ونتركك عزيزى القارئ مع الصور تحدثك بمهازل الداخلية فى عهد حبيب العادلى :
























اما حينما تكون التظاهرات من اجل كلمة حق او قضية من القضايا المصيرية فان النظام يتعامل معها كما تشاهدون




























































































































أ / فهمي هويدي

هُزمنا جميعا قبل أن تبدأ المباراة بين مصر والجزائر. هزمنا المتعصبون والجهلاء والحمقى، الذين أثاروا الفتنة وزرعوا بذور البغض والمرارة بين الشعبين بسبب المنافسة الكروية، وهزمنا إعلام الإثارة الذى ظل همه الأسابيع الماضية هو تأجيج الفتنة، فى غيبة الحد الأدنى من الشعور بالمسئولية الأخلاقية أو حتى المهنية، وأمام ضجيج الغوغاء ومزايداتهم وإزاء عمليات الشحن المريض التى مارستها الأبواق الإعلامية، فإن ما كان مباراة رياضية تحول إلى معركة عبثية بين الشعبين الشقيقين، قطعت فيها الوشائج الحميمة التى تربط بينهما وداست الأقدام على القيم النبيلة التى تتخلل نسيج العلاقات التاريخية والنضالية التى جمعتها، وأهدرت الأولويات التى ينبغى أن تحتل مكانها لدى الرأى العام فى البلدين.
انتصرت ثقافة المتعصبين والجهلاء والغوغاء، وضاع صوت العقلاء الواعين ليس فقط برسالة الرياضة وقيم
ها الأخلاقية والتربوية، ولكن أيضا بحقيقة ما بين الشعبين المصرى والجزائرى، وحقيقة الأمة التى ينتمى إليها هؤلاء وهؤلاء، الأمر الذى حول حدث المباراة إلى فضيحة مجلجلة، أشعرتنى بالاشئمزاز والقرف، حتى تمنيت أن تُلغى المباراة وأن تُشطب كرة القدم على الأقل من المنافسات الرياضية فى العالم العربى، طالما أنها صارت سبيلا إلى إشاعة الخصام والكراهية والنقمة بين الشعوب.

لقد استنفر الإعلام الجماهير فى البلدين، حتى أصيبت القاهرة على الأقل بما يشبه الشلل يوم فتح الباب لبيع تذاكر المباراة من خلال بعض الأندية والمنافذ، فتجمعت الحشود فى الصباح الباكر فى طوابير طويلة لم تعرفها المدينة فى أى مناسبة أخرى.

وتعطل المرور، وتجمعت أرتال سيارات الأمن المركزى التى اصطفت على جوانب الطرق تحسبا لأى طارئ، وكانت كل الدلائل مشيرة إلى أن عاصمة «أم الدنيا» مقبلة على حدث جلل، لا يخطر على بال أى عاقل أنه مباراة فى كرة القدم بين بلدين شقيقين، حتى وضعت يدى على قلبى تحسبا لما يمكن أن يحدث أثناء المباراة وبعدها.

صحيح أن الإعلام المريض لعب دورا أساسيا فى تأجيج المشاعر وتعبئة الناس وتحريضهم ضد بعضهم البعض، وأنه نجح فى أن يحول الأخوة الأشقاء إلى أخوة أعداء، ولكننا ينبغى أن نفكر مليا فى أسباب ذلك النجاح، والظروف التى دعت الجماهير العريضة إلى الاندفاع فى الاستجابة للتحريض والإثارة.

بكلام آخر فإن أسباب التحريض التى تراوحت بين الإثارة والوقيعة مفهومة، لكن حالة القابلية للتحريض والاستجابة والسريعة له بحاجة إلى تفسير، يتجاوز مجرد عشق الناس لكرة القدم. فى هذا الصدد أزعم أن الفراغ الهائل المخيم على العالم العربى المقترن بالانكفاء الشديد على الذات يشكل عنصرا مهما فى تفسير تلك الاستجابة. إذ قد يعن للباحث أن يسأل: إذا لم ينشغل الناس بكرة القدم وينتصرون أو يتعصبون لفرقها ونواديها المختلفة، فبأى شىء ينشغلون إذن؟.. إن فى مصر 24 حزبا سياسيا مصابة بالشلل الرباعى، لكن أكبر حزبين فى الشارع المصرى هما حزبا الأهلى والزمالك، وإذا صح هذا التحليل فإنه قد يزود أنصار فكرة المؤامرة بحجة قوية تؤيد موقفهم، الأمر الذى يستدعى السؤال التالى: هل يستبعد ان يكون من بين أهداف ذلك الشحن والتحريض اشغال الجماهير بمباراة المنتخب المصرى ضد نظيره الجزائرى، أَوَ ليس من شأن ذلك ان يصرف الناس عن قائمة الهموم الطويلة، من الزبالة إلى السحابة السوداء مرورا بالغلاء والفساد والبطالة وانتهاء بحكاية توريث الحكم وتهويد القدس والتواطؤ الأمريكى ــ الإسرائيلى والتهديدات التى يتعرض لها الأمن القومى المصرى والعربى؟.

سواء كان الفراغ هو السبب فى اللوثة الفاضحة التى حلت بنا، أو كان للسلطة يد فى محاولة الهاء الناس وتخديرهم، فالنتيجة واحدة، وهى أن تلك المباراة البائسة كانت سببا فى تسميم العلاقات بين الشعبين المصرى والجزائرى، لا يغير من هذه الحقيقة أن يفوز هذا الفريق أو ذاك، حيث لا قيمة ولا طعم لفوز أى فريق فى المباراة إذا ما كان الشعبان قد خسرا بعضهما البعض وخرجا بعد المباراة وقد تمكنت المرارة من كل الحلوق.

إن الأمة التى تنساق وراء متعصبيها وجهلائها تتقدم حثيثا على طريق الخزى والندامة.

السبت، 24 أكتوبر 2009

من أعلام القرية - المستشار محمود منصور








المعتقلات صنعت منَّا رجالاً غيورين على الدعوة
 التركيز على التربية الإسلامية هو الملاذ الآمن للإصلاح
 مطلوب استغلال شهر رمضان في التقرب إلى الله وابتغاء مرضاته

المستشار محمود منصور من مواليد 15/9/1928م بقرية أبو بدوي مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ.

كانت نشأته في أسرة متدينة بالفطرة ذات أثرٍ كبيرٍ في حياته وأرست لديه مبادئ وقيمًا إسلاميةً مثل تحري الكسب الحلال والبعد عن الشبهات وإعطاء كل ذي حقٍّ حقه، والعديد من القيم التي ظلَّت معه إلى اليوم وعاش بها ومن أجلها ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
دخل كُتَّاب قريته أبو بدوي وعمره 6 سنوات وأتم حفظ كتاب الله وعمر 13 عامًا ودخل بعدها مدرسة المعلمين الأولية التي كانت مدة الدراسة بها 6 سنوات وتخرَّج فيها عام 1948م، وكان ذلك في المنصورة مع عمه، ولكنه أكمل الدراسة في مدرسة عبد العزيز للمعلمين الأولية بالقاهرة نتيجة ظروف عائلية وبعدها حصل على شهادة "الثقافة" عام 49 ثم شهادة إتمام الثانوية القسم الخاص التي تعادل التوجيهية- "الثانوية العامة"- وقدَّم أوراقه في كلية الحقوق عام 1950م وفي عام 54 تخرَّج في كلية الحقوق جامعة القاهرة وحصل على الدبلوم الذي يعادل درجة الماجستير عام 1956م وبعدها سجل الدكتوراه بعنوان "التكافل الاجتماعي في الشريعة الإسلامية
* سألناه: متى بدأت رحلتك العملية؟

** بدأت بتعييني كمساعد إداري بجامعة القاهرة عام 1955 العام الذي ذهبت فيه إلى جامعة الدول العربية لأتقدَّم إلى وظيفة ملحق ثالث بناءً على إعلان قرأته، وبالفعل استلمت خطاب التعيين بعد الاختبار بفترة طويلة، وكان تعييني رئيسًا لقسم المشتريات، وهذا بالطبع لا يمت بأي صلةٍ لمجال دراستي، ولكني بقيت في جامعة الدول العربية حتى تم نقل مقرها إلى تونس وقدمتُ استقالتي قبل بلوغ سن المعاش بسنتين؛ وذلك عام 86.
* لماذا أقدمتم على هذه الخطوة؟
** كنتُ وقتها مديرًا للشئون المالية والإدارية بجامعة الدول العربية، وبعد نقلها إلى تونس قلَّ حجم العمل بشكلٍ كبير، وكانت المرتبات عالية فوجدتُ أنني لا أعمل لكي أستحق هذا المبلغ فآثرتُ الاستقالة، وعندما أخذتُ مكافأة نهاية الخدمة أرجعت للجامعة 10 آلاف دولار منها مقابل الأيام التي لم يكن فيها عمل؛ وذلك على سبيل التبرع.
مع الإخوان
* كيف كانت بداية تعرفكم على الإخوان؟
** كانت معلوماتي الأولية عن الإخوان تتسم بالسلبية بسبب أن عمي كان وفديًّا وكنت أقرأ له صحف الوفد، ووقتها كانت هناك حرب خفية بين الوفد والإخوان نتيجة أن الوفديين كانوا يسيطرون على الحركة السياسية في مصر، وخاصةً في الجامعات؛ هذه السيطرة التي انتقلت إلى جماعة الإخوان انزعج الوفديون لذلك وبدءوا في حربهم الخفية من خلال الصحف الوفدية وأنشئوا مخصصًا لذلك جريدة (صوت الأمة) عام 1946م، وكان المانشيت الرئيسي لها لمدة طويلة بعنوان "هذه الجماعة تهوي" ثم يبتدعون أن هناك خلافات وانقسامات حادة داخل الإخوان، فكانت معلوماتي عن الإخوان في البداية مستقاة من هذه الصحف.
* وكيف تغيرت هذه الأفكار السلبية عن الإخوان لديكم؟
** وأنا طالب في الحقوق عام 1950م كنت أقرأ جريدة (الوفد) كالعادة واستوقفني خبر يتعلق بجريمة أخلاقية، فانزعجتُ انزعاجًا شديدًا وكان الفساد وقتها على أشده في كل النواحي المالية والإدارية والاجتماعية والأخلاقية، وكان حديثي مع نفسي بأني يجب أن أفعل شيئًا لإصلاح أحوال البلد ففكرتُ في إنشاء جمعية صغيرة يكون هدفها توعية الشباب بمبادئ الإسلام والعودة إلى المنهج الصحيح، وفي هذا الوقت اقترح عليَّ أحد أصدقائي الطلاب أن أقابل أحدًا من الإخوان في كلية الطب فهم زملاؤه ولكن حالت الإجازة الصيفية دون هذه المقابلة، وعدتُ إلى قريتنا، وكان الوضع وقتها شديد الاضطراب فجميع الإخوان تم اعتقالهم عام 1950م على خلفية أحداث اغتيال النقراشي، وكانت الانتخابات النيابية في نفس التوقيت ونجح الوفد فيها بمساندة الإخوان ممن هم خارج المعتقلات وتم بعدها الإفراج عنهم.
* وما الحدث الذي غيَّر مجرى حياتك في هذه الفترة؟
** بعد أن عدتُ إلى قريتنا قرأتُ عددًا من مجلة (الدعوة)، وكان ذلك أول عدد بعد الإفراج عن الإخوان المعتقلين، والذي احتوى على مبادئ الإخوان وأفكارهم الأساسية، وأعجبني الكلام جدًّا وتأكدتُ أن هذا هو الطريق الذي أبحث عنه منذ فترة طويلة، وقررتُ الانضمامَ للإخوان وفي أحد الأيام كنت أقرأ عددًا من مجلة (الدعوة) فرآني أحد أصدقاء والدي فقال لي: هل أنت من الإخوان؟ قلت: لا ولكن أريد مقابلة أحدهم والتعرف عليهم فأحضر لي كتابي "خلق المسلم" و"عقيدة المسلم" للغزالي، وتم تحديد موعدٍ لمقابلة أحد الإخوان، وقمتُ بالترتيب لافتتاح شعبة الإخوان في قرية "أبو بدوي"، ولكن كانت هناك عقبة كبيرة في طريق ذلك.
* ما هذه العقبة؟ وكيف تغلبتم عليها؟
** العمدة في قريتنا كان وفديًّا متعصبًا وعندما دعوته للانضمام إلينا أو على الأقل حضور حفل افتتاح الشعبة رفض ذلك وأعد "الخفراء" للوقوف ضدي وضد الشباب الذين كانوا معي ومنعنا من إقامة هذا الحفل، وفي الموعد المحدد حضر الإخوان من مركز "بيلا" إلى قريتنا وجلسوا معنا وناقشونا، ولكن لم يعطونا تصريحًا رسميًّا بالعمل ضمن جماعة الإخوان.
 هل كان لهذا الأمر تأثير عليكم في العمل الدعوي؟
** ولله الحمد فإن الله دائمًا يلهمني الثبات على الحق، وكان عليَّ وقتها مواجهة الظروف الصعبة في قريتنا والمتمثلة في تعنت العمدة فذهبت إلى عمدة قرية مجاورة علمت أن بينه وبين عمدة قريتنا خلافات عديدة، ودعوته للانضمام إلينا بل أن يكون رئيسنا، وكان ذلك بهدف حماية الدعوة وأفرادها والاستمرار على طريق الحق، فمكث الرجل معنا شهرين لم يتحمل فيها العمل معنا فترك الشعبة ولكن كان الفتح من الله بأن انضم إلينا ابن عمدة قريتنا.
* كل هذا المشوار دون صفة رسمية للشعبة؟
** افتتحنا الشعبة في /1/1 1951م، وكنت المسئول الأول عنها واستمررنا كذلك حتى أصبحنا في إطار رسمي في الخمسينيات وتوالت لقاءات إخوان مركز بيلا معنا؛ وذلك حتى محنة عام 1965م.
هيئة التحرير
* كيف عايشتم خلاف الإخوان مع الثورة؟
** في بداية إنشاء هيئة التحرير أرادوا إنشاء فرع للهيئة في قريتنا، فقابلني العمدة، وكلمني بخصوص هذا الأمر فقلت له إنني سأتشاور مع الإخوة أولاً، وسألنا الأهالي عن الهيئة فأفدناهم بعدم موافقتنا عليها وعدنا إلى مقر الشعبة نتشاور في الأمر، وفوجئنا بقدوم الأهالي إلينا وتوافقهم معنا، وفي هذه اللحظة جاءنا مندوب العمدة يعرض علينا عضوية في مجلس إدارة فرع الهيئة فرفضنا، وتمت مساومتنا حتى وصل العدد إلى 4 أعضاء، فذهبت للعمدة الذي أكد لي أن الهيئة ستكون بمثابة الحكومة في قريتنا فقلتُ له: هل أذهب إليهم عند وجود مشكلة ولا أذهب إليك؟ فتردد الرجل وقال: أنا لا أدري شيئًا هم قد قالوا لي ذلك، ومن وقتها بفضل الله لم تقم للموضوع قائمة بعد ذلك.
في عام 153م تفاوضت قيادة الثورة مع الإنجليز حول الجلاء، وقامت وقتها هيئة التحرير التي تنافست مع الإخوان وأعلن الجهاد وتقدمنا في قريتنا للجهاد، وانتقلنا إلى معسكر كفر الشيخ الذي كان مختلطًا بين الإخوان وأفراد من هيئة التحرير، وكان قائد المعسكر هو الرائد حلمي زاهر الذي اتهمته هيئة التحرير بمجاملة الإخوان في المعسكر على حساب هيئة التحرير فتم استدعاؤه إلى القاهرة للتحقيق معه وقابلني بعد ذلك وقال لي: "لقد قلت لهم إذا أردتم جلاء الإنجليز عن مصر فليس أمامكم سوى الإخوان لتحقيق ذلك"؛ مما كان له أطيب الأثر في نفوسنا، وكذلك رفع هذا من أسهم الإخوان في قريتنا خاصة وللجماعة صفة عامة.
* أين كنتم في محنة 1965م؟
** تم القبض عليَّ وقد كنت في القاهرة واستمر الاعتقال من سبتمبر 1965م إلى مارس 67 ثم اعتقلت مرة أخرى أواخر 1967 حتى سبتمبر 1968م.
* ماذا عن ذكرياتك في المعتقلات؟
** الحمد لله بالرغم مما كان نعانيه في السجن الحربي من تعذيب واضطهاد ومعاملة غير آدمية إلا أن ذلك كله ليس له تأثير طالما أنك وسط إخوانك، فالمعتقل عند الإخوان ليس كغيرهم، فهو مدرسة للتربية، ومسجد لأداء الشعائر والتقرب إلى الله عز وجل، وأتذكر أنه في عام 1965م كان يحقق معي أحدهم، وكان آخران يتناوبان ضربي محاولين جميعهم أن أقول لهم شيئًا، وعلى الرغم من شدة الضرب والتعذيب ألهمني الله أن أتلو الآية الكريمة ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾ (غافر: من الآية 44)، وأقسم بالله أنني بعدما تلوتها كأنهم ذهبوا وتركوني فلم أشعر بشيء من تعذيبهم لي وتذكرت بعدها قول الله عز وجل ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)﴾ (إبراهيم)، فهذا الثبات بفضل الله أولاً وأخيرًا.
* هل تتذكر أحد من زملائك في المعتقل؟
** بالطبع فقد كنتُ ملاصقًا للأستاذ أحمد أبو شادي والحاج مصطفى مشهور- رحمه الله- وهو الذي رشحني لمسئولية مكتب إداري جنوب القاهرة من 1997م وحتى عام 2005م ثم تركتُ المكتب بسبب اللائحة الجديدة التي وضعناها والتي تقتضي عدم البقاء لأكثر من فترتين أي ثماني سنوات، والسبب الثاني هو الظروف الصحية التي ألمَّت بي فجعلتني غير قادرٍ على مواصلة العمل بما ينبغي.
* لكم تجربة في مجلس الشعب حدثنا عنها؟
** بالفعل تم ترشيحي عن الدائرة 23 جنوب القاهرة في انتخابات مجلس الشعب عام 1995م ولم تكن هذه التجربة الوحيدة، ولكنها كانت الأبرز، ففيها وصل الظلم إلى مداه؛ حيث وصلتُ أنا وأخي د. عبد الفتاح رزق إلى مرحلة الإعادة وداخل لجنة الفرز كان مرشحي الحزب الوطني منهارين بسبب إحساسهم بقرب الهزيمة، ولكن كانت المفاجأة بأن تم إعلان فوزهما في صورة فاضحة للفساد والاستبداد والتزوير.
* بمناسبة الشهر الكريم هل يختلف رمضان في السابق عن رمضان هذه الأيام؟
** وبصوت يملؤه حزن عميق وبعين شاردة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فرمضان تحوَّل من شهر عبادة وصلة بالله عز وجل وحرص على سلامة الدين واتحاد الأمة إلى شهر لهو ومسلسلات وأفلام، وكانت عادتنا في هذا الشهر أن يحضر كل بيت قارئ يظل يقرأ القرآن في المنزل طوال الليل ونجلس نستمع إليه بعد صلاة التراويح، وكذلك التزاور وصلة الأرحام، فكان الجيران يعرف كل منهم ظروف وأحوال الآخر، أما الآن فمن الممكن أن يجاور الرجل آخر لسنوات ولا يعرف اسمه! فالناس هذه الأيام مشغولةً بغير الله، عسى الله أن يهدينا ويهديهم أجمعين.
* وأخيرًا.. ما النصيحة التي توجهها لشباب الإخوان بصفة خاصة والشباب بصفة عامة؟
** أقول لشباب الإخوان: عليكم بالتمسك بمبادئ الدعوة ومراجعة رسائل الإمام البنا والاهتمام بالقرآن والسنة والنشاط في الدعوة حتى تكون بحق "مصنعًا للرجال"، ويجب كذلك التركيز على المعسكرات التي تنمي روح الجهاد والتضحية لدى الأفراد، وأقول للشباب عليكم بسرعة الرجوع والعودة إلى الله عز وجل ومراقبة الله في كل أفعالكم وتغيير أنفسكم إلى ما يرضاه الله مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 12)، والله الموفق.





الخميس، 22 أكتوبر 2009

بقاؤنا مقاومة "فيلم من إنتاج القسام يجسِّد معركة الفرقان"


بقاؤنا مقاومة "فيلم من إنتاج القسام يجسِّد معركة الفرقان"








21/10/2009


كثيرة هي المعارك والملاحم التي خاضها رجالات "كتائب عز الدين القسام" ضد الاحتلال الصهيوني، وكثيرة هي الانتصارات التي جنتها "القسام" بفضل بسالة جنودها وثباتهم على منهج الإسلام القويم، ولكن لكل معركة حكاية خاصة، ولكل حكاية رواية، ولكل رواية جنود مجهولون أفنوا زهرة شبابهم نصرة للإسلام ولرفع راية التوحيد في كل الميادين.


معركة "الفرقان" ليست بالبعيدة، وتكثر أحداثها ومجرياتها؛ فكما نتجت عنها خسائر، حققت أيضًا انتصارات لم يعلن عنها الاحتلال في وقتها، ولكن يكفي أن جنوده الذين غرقوا في وحل غزة يعلمون حجم الخسائر التي تكبَّدوها خلال هذه المعركة، والتي كان من ضمنها معركة "الفرقان" على أرض قرية المغراقة التي تجسَّدت بطولاتها في أحداث فيلم وثائقي بعنوان "بقاؤنا مقاومة".


أحداث متتابعة


فيلم "بقاؤنا مقاومة" مدته 15 دقيقة؛ يركز في سياقه الأساسي على الأحداث التي وقعت أثناء اجتياح الاحتلال قريةَ المغراقة في اليوم الأخير من الحرب على قطاع غزة؛ حيث يشير الفيلم إلى توغل قوات الاحتلال بطريقةٍ التفافيةٍ باتجاه قرية المغراقة من الجهة الشمالية الغربية لها بالقرب من مدينة الزهراء، وباتخاذ المناطق الزراعية المفتوحة "كروم العنب" طريقًا لها أثناء تقدُّمها؛ من أجل تجنب ضربات المقاومة، ولكنه لم يتوقع أنه وإن جمع كل مكره وكيده وأتى من حيث شاء ودبَّر، فإن الله خير الماكرين.


أولى الضربات


مع اقتراب آليات الاحتلال من المناطق الغربية لقرية المغراقة، وبالتحديد عند شجرة "الجميزة الكبيرة" المعروفة بالمنطقة، تلقى أولى ضرباته بانفجار عبوة أرضية في إحدى جرافاته المتقدِّمة، لكن الغريب في الأمر أن سلك العبوة كان مقطوعًا، ولم يكن أحد يجلس ليفجِّر العبوة، وإنما قامت الجرَّافة نفسها بحفر الأرض، فشاءت أقدار الله عز وجل أن تصيب العبوة بضربة أدَّت إلى انفجارها ﴿يخربون بيوتهم بأيديهم وأيد المؤمنين﴾، وما يدلل على إصابة الجرَّافة بشكل مباشر عثور المجاهدين على قطعة "سبطانة السلاح الرشاش" المثبت على الآلية، وعثورهم على بقايا الآلية مفتتة بشكل جزئي؛ حيث تم عرض جميع الغنائم خلال الفيلم.


أقوى الضربات


كانت أقوى الضربات هي تلك التي تلقاها الاحتلال شرق "مسجد الإيمان"، عندما قام المجاهدون بتفجير عبوة أرضية في إحدى آلياته التي أصبحت أثرًا بعد عين؛ حيث عثر المجاهدون على خمس قلائد متناثرة في مكان الانفجار مكتوب عليها أسماء الجنود الذين كانت معلقة في أعناقهم وأرقامهم العسكرية، وعرضت "كتائب القسام" كل القلائد خلال الفيلم؛ الأمر الذي يثبت مقتل عددٍ من الجنود في هذه العملية، ومما أكرم الله به منفِّذي العملية انسحابهم من المكان بعد أن ظللتهم غمامة حجبت عنهم رؤية الطيران، ويسَّرت لهم سبيل الانسحاب إلى نقطة آمنة.


وختامه موجع


لم يخطر ببال الاحتلال وجنوده المهزومين نفسيًّا ومعنويًّا أن تنفَّذ بحقهم ضربة في نهاية حربهم على قطاع غزة، وخصوصًا بعد 22 يومًا من القصف والدمار والتشديد، ظانِّين أنهم بفعلهم هذا قد أتعبوا المرابطين، وشغلوهم عن التصدِّي لهم؛ فبمجرد أن تقدَّمت وحدة صهيونية خاصة بعد صلاة عصر اليوم الأخير من الحرب، واعتلت منزل عائلة الوحيدي، وقامت بفتح ثغرات من السقف الأول للمنزل، كانت أعين المجاهدين لهم بالمرصاد، فكشفوا وجودهم، وباغتوهم بقذيفتي "آر بي جي" أصابتا داخل الغرفة الموجودين فيها؛ الأمر الذي أربك كل حسابات الاحتلال وقياداته المهزومة التي أمرت بحرق المنزل المستهدف لإخفاء حجم هزيمتها، غير أن قدر الله شاء أن تكون هذه العملية موثقة بتصوير المجاهدين لها بالفيديو، والذي عرضته "القسام"خلال الفيلم، وعلى وسائل الإعلام وكشفت زيف الاحتلال.


حصاد يوم من أيام "الفرقان"


كشفت "كتائب القسام" في فيلم "بقاؤنا مقاومة" حصادها الجهادي المتمثل في إطلاق العديد من قذائف "آر بي جي"، والاشتباك المباشر مع القوات الخاصة، وتفجير عدد من الآليات وإعطابه، لكن ليس بالشيء الغريب أن يخفيَ الاحتلال حجم خسارته في هذه المعركة، والاكتفاء بالاعتراف بـ13 إصابة؛ منهم ضابط، إلا أن الشمس لا تحجب بغربال، وما حصلت عليه "كتائب القسام" من أشرطة فيديو صوِّرت من داخل قرية المغراقة تثبت زيف ادعاءاته، وتفند كل حججه وأكاذيبه.


ومن الجدير ذكره أن عدد المجاهدين الذين خاضوا هذه المعركة -حسب ما تذكر "كتائب القسام" في هذا الفيلم- لم يتجاوز ستة مجاهدين، ولم يصب أي مجاهد منهم بأذى، بل عادوا إلى ثغورهم سالمين غانمين، بعدما أثخنوا الاحتلال وجنوده، وعلَّموه أن دخول وحل قطاع غزة يكلف أثمانًا باهظة لا يمكن حسابها، وليؤكدوا للعالم أجمع أن الحقوق لا تسترد إلا بالقوة، وليرسموا على جبين الشمس أن "بقاءنا مقاومة".


ــــــــــــــــــــــــ